هذا السؤال يؤرق الكثير ممن يهتمون بالعملية التعليمية . أين المعلم ؟ الذي في جعبته بحر العلوم المدرس . يا سادة اليوم ليس كمدرس الأمس مع اعتذاري للمدرسين .
مدرس اليوم يدرّس ما بين دفتي الكتاب مع حذف كافة المعلومات الواردة فيه. أما مدرس الأمس فهو أمين لابد أن يختم الكتاب من المحيط إلى الخليج من الجلد إلى الجلد و لا يكفيه ذلك بل يزيد عليه ما يستطيع .مدرس اليوم يريد مدرسا ليدرسه . لا يا سادتي بل إذا درسه قد يرسب في الامتحان. كان مدرسو الأمس منارة يرفع الطلاب فيها رؤوسهم يقولون فلان درسنا و جزاه الله عنا خيراً لكنني أرى و أسمع أن هذه العبارة قد اضمحلت و أصبحت تردد في بوتقة صغيرة. آه من مدرسي اليوم ؟ هل هم السبب أم من درسهم يبقى السؤال محيراً.
سيقول البعض لو كان هؤلاء المدرسون ناصحين و متقنين في دراستهم و تربوا على يد أساتذة كبار لما حل بنا اليوم ما حل . و من هنا تأتي قضية طالب اليوم و طالب الأمس و الدائرة تدور من أحسن ؟ طالب الأمس أو اليوم ؟ طلاب اليوم يا سادة يدرسون النظام الحديث الذي يعتمد على الخطأ و الصواب و كل جلّ همهم أن يعرفوا أي الخيارات سنختار . لم تعد تهمهم المعلومة أصبحت دماغهم مبرمجة على حل الأسئلة فقط لأنها ستمسح بعد الامتحان. طالب الأمس كان يحفرها حفرا كالنقش و يبقى السؤال قائما معلمو اليوم أم الأمس أو طلاب اليوم أو الأمس. لابد من إجابة ناصعة تحدد الجواب مثل الشمس في رائعة النهار .
( الكلام لاينطبق على كل المدرسين ولكن لو انطبق على 20% منهم مثلاً فتلك مصيبة فذلك يعني أن 20% من طلابنا ضحية تلك النسبة والتي ربما تكون أكثر من ذلك بكثير )