عادات الزواج وطقوسه
لقد اختلفت عادات الزواج اليوم عما كانت عليه قديماً وفي الريف تختلف عما هو عليه في المدينة لما يتصف به أهل الريف من الانفتاح على بعض أكثر ومن تحرر المرأة منذ القديم ودخولها ميادين العمل الزراعي والرعوي لذا فإن الشاب الريفي كان يفكر عموماً في الزواج من فتاة على معرفة سابقة بها – رآها في مكان ما بمناسبة من المناسبات أو هي في طريقها إلى الحق .. الخ – وقد يكون تبادل معها بعض إشارات الغزل وأسمعها بعض تعابير الإعجاب إن أتيحت الفرصة له .
أما طقوس الخطبة أو الزواج كانت تمر بعدة مراحل :
مرحلة التقدم للخطوبة من قبل أهل الشاب
مرحلة تحديد المهر ( السياق ) وإعلان الخطوبة رسمياً مع لبس خاتم الخطوبة مترافقاً ذلك باحتفال كبير يصحبه تقديم ولائم الطعام والحلويات .
مرحلة عقد الزواج أو كما يعرف ( قضب العقد ) حيث يتم عقد الزواج رسمياً في منزل أهل العروس بحضور الشيخ أو القاضي الشرعي .
مرحلة إعداد جهاز العرس من لباس وحلي للعروس .. وغير ذلك .
إعلان الزواج وإقامة التهريج . والتهريج معناه إقامة حفلات الأفراح الخاصة بإعلان الزواج وفق العادات والتقاليد الفراتية والتي كانت تدوم لمدة أسبوع كامل ليختتم هذا الأسبوع بيوم الحنة يليه صمدة العروس بعد تزيينها ( تمشيط وتكحيل وتجميل ) لتزف العروس بعدها إلى بيت العريس كما يزف العريس من بيت أحد أقاربه بعد صمدته في حفل بهيج على طول الطريق إلى منزله الزوجي حيث يجد عروسته في غرفة الصمدة ( غرفة الاستقبال ) ليجلس بجانبها وعندئذ تكون مناسف الطعام قد مدت وهي ملأى بالخراف المحشية أو الثريد المرزز تكلله قطع اللحم ليأكله الحاضرون جميعاً ليأخذ العريس عروسه منتقلين إلى غرفة زفافهما حيث تستمر الأهازيج والأفراح حتى منتصف الليل وفي صبيحة الزواج يأتي أهل العروس حاملين معهم ما لذ من الطعام إلى العريسين وكان تقديم طعام الصباح من قبل أهل العروس يستمر لمدة أسبوع وكانت حفلات التهريج تتمثل في إقامة حلقات الدبكات الشعبية على أنغام الطبول والزمور والرقصات الشعبية أيضاً وتقديم ولائم الطعام وغير ذلك مما يدل على البهجة والفرح .
أما الآن فقد تغير كل شي تقريباً فأصبح الشاب في معظم الأحيان هو الذي يختار عروسه – كأن تكون زميلة له في الجامعة أو في العمل أو جارة له أو زميلة لأخته .... الخ – ولكن بموافقة أهله الذين يندر أن يرفضوا اختيار ولدهم بخاصة إذا كان متعلم أما إذا لم يكن متعلماً فللأهل الأولوية في اختيار العروس وتتمثل مراحل الزواج الحالية في التقدم للخطبة أولاً من قبل أهل العريس ثم تحديد موعد الخطوبة وإعلانها ثم تحديد موعد عقد الزواج الذي قد يتم في منزل العروس او في محكمة شرعية ويوم الزفاف وقد يسبق يوم الزواج يوم احتفالا وابتهاج أو قد يتم الزواج في اليوم نفسه مصحوباً بالأفراح وبهذه المناسبة الجميلة حيث يذهب أهل العريس إلى بيت العروس لتهيئتها بهذه المناسبة بتلبيسها ثوب الزفاف واصطحابها إلى صالون الحلاقة لتصفيف شعرها وتزيينها وليحضر المدعوون بعد الظهر ليعقدوا حلقات الدبكة وليتناولون الطعام المعد لهذه المناسبة وبعد ذلك يأخذ العريس عروسته بالسيارات إلى بيت العريس ويستمر الحفل حتى منتصف الليل وقد يستمر عدة أيام في الوقت الذي يكون فيه العريس اصطحب عروسه إلى غرفة زفافهما بعد غروب الشمس بقليل ويستمر العروسان في بيتهما الزوجي طيلة أسبوع لا يخرجان منه وهم يستقبلان المهنئين وفي نهاية الأسبوع يدعو أهل العروس العريسين إلى طعام الغذاء أو العشاء .
أما بالنسبة للمهر ( السياق ) موجوداً ومرتفعاً ويزيد مقداره عن 100 الف ليرة سورية ويقدم السياق كاملاً إلى والد العروس ليقوم بتجهيزها . بعض الشباب يكون على معرفة بمن اختارها عروسة له أما البعض الآخر فكان يقبل بفلانه عروسة له على سمعة أهلها وسمعتها دون ان يراها
أفراح أخرى
هناك عادات وتقاليد أخرى تقام الأفراح في مناسباتها كالولادة حيث تقام الولائم والأفراح بقدوم الوليد الجديد كما تقدم الهدايا ( النقوط ) وكذلك تعقد الدبكات بمناسبة ختان الطفل ( الطهور ) وتقدم ولائم الطعام وعن عودة الحجاج من الديار المقدسة كانت تنحر الذبائح وتقام الزينات على باب دار الحاج ويتوافد الأقرباء والأصدقاء مهنئين الحاج على عودته بالسلامة .
العادات والتقاليد في المآتم
يشارك جميع الأقارب والأصدقاء وأهالي القرية في تشييع جنازة المتوفي إلى مثواه الأخير ( المقبرة ) ويفتح أهل المتوفي أبواب بيتهم لتقبل التعازي لمدة ثلاثة أيام أو ينصب أهل المتوفي بيتاً من الشعر أمام دارهم أو في أحد الساحات المجاورة توضع فيه الكراسي او يفرش بالبسط لتقام فيه التعازي وتقدم للمعزين القهوة المرة والسجائر ويرتدي أهل المتوفي اللباس الأسود حداداً على فقيدهم .