بهلول انسان بسيط حدث ان احب ابنه ابنة صاحب مال وجاه في عشيرته. وبما ان بهلول كان مقتنعا برفض والد من احب ابنته فقد وارضاء لولده قرر ان يأخذ معه وجوه وشخصيات العشيرة عندما ذهب يخطب ابنة صاحب المال والجاه. فمن عادات العشائر العراقية في وقتها ان لايأكل الضيوف الطعام المقدم لهم حتى يتم الموافقة على الطلب الذي من اجله قدموا لزيارة المضيف. وهنا سأل والد الفتاة ضيوفه عن سبب عدم تناولهم لطعامه فقيل له بأن لديهم طلب. فقال لهم: "تناولوا طعامكم يا طيبين, طلبكم مقبول حتى قبل ان تسألوا". وبعد ان أكل الضيوف الطعام وشربوا الشاي, استفسر والد الفتاة ضيوفه عن طلبهم فقيل له نريد ابنتك لأبن بهلول..فقال لهم والد الفتاة :" الاصيل لايتراجع عن ما وعد به", فقيل له: "ما هو مهر ابنتك ياشيخ", فقال:"في ليلة قارصة البرد اختارها انا بنفسي اريد من يرغب بالزواج من ابنتي ان يخلع ثيابه بالكامل وان يغطس كامل جسده حتى انفه في ترعة النهر منذ غروب الشمس وحتى مشرقها ". وبما ان ابن بهلول يعشق حبيبته حتى الجنون فقد وافق على شرط والد الفتاة. وفي ليلة باردة اختارها والد الفتاة غطس ابن بهلول جسده العاري حتى انفه في مياه النهر. وبما ان زوجه بهلول لم يطاوعها قلبها رؤية ابنها يشرع في محاولة اشبه بالانتحارية فقد جلست على جرف النهر تراقب حال ولدها وعندما اشتد البرد بها جمعت بعض الحطب واشعلت نارا تتحما بها. وفي اليوم التالي وعندما نجح ابن بهلول على تحمل برودة مياه النهر طيلة الليل ذهب بهلول مع وجوه وشيوخ عشيرته الى بيت والد الفتاة وذلك لقراء سورة الفاتحة واتمام مراسيم الخطوبة..ولكن والد الفتاة رفض اتمام الزواج مدعيا بأن ابن بهلول لم يلبِ شروط المهر وذلك لأن امه اشعلت نارا سخنت به ماء النهر...وحفاظا على كبريائه فأن بهلول لم يعترض على رأي والد الفتاة وقال للجميع بأن الزواج قسمة ونصيب وطلب منهم الحضور الى منزله لتناول وجبة غذاء حتى يتمكن من شكر الجميع على ما بذلوه من جهد...في اليوم التالي وبعد صلاة الظهر مباشرة حضر الجميع الى بيت بهلول وعندما طال انتظار الطعام بدأ الضيوف يسألون بهلول عن وليمتهم التي طال انتظارها فقال لهم بهلول بأن الجدر على النار والاكل لم يستوِ بعد... ومر يوم ويومان وثلاثة ايام وكلما يسأل بهلول يقول لهم بأن الجدر على النار ولم يستوِ الاكل بعد, وعندما هلك الضيوف من الجوع قالوا لبهلول:"ماذا تطبخ لنا يا بهلول". قال لهم بهلول:"اطبخ لكم ثورا"...فقالوا له:"وهل يعقل تمر ثلاثة ايام ولم يطبخ لحم ثورك يا بهلول". قال لهم بهلول:"ان لم تصدقوني تعالوا معي كي تروا بأم اعينكم"..وفعلا عندما ذهب الضيوف مع بهلول وجدوا قطعتين صغيرتين من الخشب تشتعل في ارضية المطبخ ولكنهم لم يجدوا جدر بهلول..فقالوا له:"اين جدرك يا بهلول". قال لهم بهلول:"وضعته فوق سطح الدار". فقالوا له "وهل يعقل يا بهلول ان يطبخ لحم ثورك وجدرك فوق سطح الدار وموقد نارك في عقر الدار"...قال لهم بهلول:"ان كانت النار التي اشعلتها زوجتي قد سخنت ماء النار باكمله فأن ناري ايضا قادرة على طبخ لحم ثوري".
واعذروني عالاطاله