فوائد التمر:
فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة ، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر ويقول أيضا : " يا عائشة ، بيت لا تمر فيه جياع أهله ، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله ، أو جاع أهله ، قالها مرتين أو ثلاثا " .
وتقول عائشة رضي الله عنها لابن أختها عروة : والله يا بن أخي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ، ثلاثة أهلة في شهرين ، وما أوقدت في أبيات رسول الله عليه السلام نار . فقالت : يا خالة ، ما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان: التمر والماء ، إلا أنه قد كان لرسول الله عليه الصلاة والسلام جيران من الأنصار كانت لهم " منائح " وكانوا يمنحون رسول الله عليه السلام من ألبانهم فيسقينا " .
فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وأزواجه يعشن الشهر والشهرين على التمر والماء ، وإذا كان المسلمون الأوائل قد فتحوا ربع المسكون من الأرض في ثلث قرن ، وإدارة التموين في جيوشهم لا تقدم لهم في كثير من الأحيان سوى جراب من التمر وقليل من الماء ، وإذا كان الله تعالى قد خص مريم بطعام واحد وهي في فترة المخاض :
( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) مريم 25
فلا بد أن يكون في التمر من الخير الكثير . وإني لأعجب إذ أرى أناسا يشكون من الإمساك ، والتمر في متناول أيديهم ، فبلادنا بلاد التمر . فإن كنت تشكو من الإمساك فتناول بضع تمرات في الصباح . ولا غرابة أن نجد دعايات المجلات الطبية الأمريكية تدعو إلى تناول تمور كاليفورنيا للتخلص من الإمساك الذي يشكو منه 18 % من الناس في أمريكا .
ومن المدهش أن تضع المصانع الأمريكية التمور في زجاجات صغيرة كزجاجات الأدوية ، وتوصف تلك التمور علاجا للإمساك . والتمور غنية بالألياف ، فالمئة جرام من التمر ( وهي تعادل 10 – 21 حبة من التمر) تحتوي على 8.5غ من الألياف . المنظمات الصحية العالمية الآن تدعو إلى الإكثار من الألياف ، لا للتخلص من الإمساك فحسب بل لما تقدمه الألياف من فوائد أخرى .
والتمر غذاء مناسب جدا للمصابين بارتفاع ضغط الدم ، فهو فقير بالصوديوم وغني بالبوتاسيوم . والأبحاث العلمية الحديثة تدعو المصابين بارتفاع ضغط الدم غلى تناول غذاء فقير بملح الطعام ( وهو كلوريد الصوديوم ) وغني بالبوتاسيوم . كما أن التمر غني بمعدن هام آخر هو المغنيزيوم . فنقص المغنيزيوم مشكل تصيب عددا ملحوظا من الذين يتناولون حبوب الديجوكسين أو المدارت البولية والمصابين بهبوط ( قصور ) القلب .
والتمر أيضا غني بالحديد ، فتناول مئة جرام منه يعطي سدس حاجة الجسم اليومية من الحديد . وأكثر الناس حاجة للحديد هم النساء في سن الطمث ، والحوامل ، واليفع ، والمصابون بفقر الدم بنقص الحديد لأسباب أخرى .
وقد صدق من قال : إن في التمر منجما من المعادن .
فاجعل التمر غذاء متوفرا في بيتك ، ففي الصباح يمكنك تناول بضع تمرات وخاصة إن كنت لا تتناول طعام الإفطار، فتذهب إلى عملك ، ولديك طاقة كافية من الحريرات . وليحذر المصابون بمرض السكر من الإفراط في التمر .
واجعل التمر بديلا عن الحلويات ، فتناول حبة أو حبتين منه بعد الغذاء بدلا من قطعة شوكولاتة أو قطعة من الحلويات وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
" بيت لا تمر فيه جياع أهله "
جدول يبين ما تحتوي 100 غ من التمر
عن كتاب ( The Composition of Food ) طبعة 1989
سعرات حرارية 248 كالوري بوتاسيوم 750 ملغ
سكريات 63.9 غ كالسيوم 68 ملغ
ألياف 8.7 غ مغنيزيوم 59 ملغ
بروتين 2 غ فوسفور 64 ملغ
دهون كمية زهيدة جدا حديد 1.6 ملغ
صوديوم 5 ملغ نحاس 0.21 ملغ
للمزيد من التفاصيل راجع كتابنا " الأسودان : التمر والماء " وهو من إصدار دار المنارة بجدة
استعمل الإنسان العسل في علاج الأمراض منذ قديم الزمن . فاستخدمه المصريون القدامى والإغريق والرومان والصينيون والهنود .
ولعل أروع ما جاء في وصفه قوله تعالى :
( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون . ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) النحل 68 – 69
وقد جاء في كتاب " الطب من الكتاب والسنة " لموفق الدين البغدادي : " وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يشرب كل يوم قد عسل ممزوج بالماء على الريق ، وهذه حكمة عجيبة في حفظ الصحة " .
وقال عليه الصلاة والسلام : " عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن " .
ومن الاعتقادات الشائعة بين الناس أن مربي النحل يعمرون ويحيون حياة صحية مديدة أكثر من غيرهم .
ويذكر المؤرخون أن " فيثاغورث " صاحب نظرية فيثاغورث الشهيرة ، قد عاش أكثر من تسعين عاما ، وكان طعامه يتألف من " الخبز والعسل " . وأن أبولونيوس عاش أكثر من مئة عام ، وكان غذاؤه الخبز والعسل .
ولا عجب إذا عرفنا أن أبا الطب " أبو قراط " الذي عمر أكثر من 108 سنوات كان يأكل العسل يوميا . وكان العسل الطبيعي من الأشياء المحببة للشاعر الإغريقي " أناكريون " الذي عاش أكثر من 115 عاما .
وفي حفل عشاء للاحتفال بعيد الميلاد المئوي ليوليوس روميليوس ، سأله يوليوس قيصر عن سبب قوة صحته العقلية والجسمية حتى تلك السن المتأخرة ، فأجاب " العسل من الداخل والزيت من الخارج " .
ومن الصعب جدا إثبات القول الشائع : " إن العسل يطيل العمر " ، فيقول الدكتور كروفت في كتابه Honey & Health : " لو أردنا أن نقوم بتجارب على البشر لنجيب على هذا السؤال لاحتاج الأمر إلى أجيال عديدة ، حتى نتأكد من صحة البحث علميا ، وهذا أمر مستحيل " .
ولكن .. كانت هناك دراسات علمية عديدة أجريت على العسل خلال السنوات القليلة الماضية ، فكانت هناك دراسة في المجلة الطبية البريطانية " B.M.J " أدى فيه إعطاء العسل للأطفال المصابين بالإسهالات إلى سرعة شفاء هؤلاء الأطفال. وكانت هناك دراسة في مجلة الجراحة البريطانية عام 1988 م حول استعمال العسل في الجروح والقروح الملتهبة التي لم تستجب للمضادات الحيوية ، فكان له العسل شفاء خالصا .
كما نشرت المجلة الأسترالية الطبية ( Aust - N - Z - J - Obstet – Gynecol ) في شهر نوفبمبر 1992دراسة قام فيها باحثون أستراليون ، استعملوا فيها العسل في علاج 15 مريضة ، تفتحت الجروح عندهن بعد إجراء العملية القيصرية . ويقول هؤلاء الباحثون : " إن وضع العسل على الجروح المتفتحة كان فعالا وغير مكلف ، كما ألغى الحاجة إلى إعادة خياطة هذه الجروح وتعريض المريض لعملية جراحية أخرى " .
ونشرت مجلة Surgery عام 1993 دراسة قام بها الدكتور Efen عالج فيها عشرين مريضا مصابا بنوع من الغرغرينا تسمى " Fournier's Gangrene " بالعسل موضعيا على الغرغرينا إضافة إلى استعمال المضادات الحيوية عن طريق الفم .
وعولجت مجموعة مماثلة بالطرق التقليدية . فوجد الباحثون أن وضع العسل على الغرغرينا قد أعطى تفوقا واضحا على العلاج التقليدي ، وكانت استجابة المرضى أكثر عند من وضع عليه العسل .
كما نشرت مجلة اللانست البريطانية الشهيرة عام 1993 مقالا ذكرت فيه فوائد العسل في علاج الجروح والقروح ، وفي الحفاظ على قطع الجلد المزروعة عند المرضى .
وظهر حديثا عام 1992 في مجلة Infection الأمريكية الشهيرة بحث حول تأثير العسل على الجراثيم المسببة للالتهابات في جروح العمليات . وتبين أن العسل الطبيعي غير المصنع قد استطاع في أطباق المختبر ، تثبيط نمو معظم الجراثيم والفطور المسبب لالتهابات تلك الجروح ، باستثناء جرثوم يدى العصيات الزرق Pseudomonas وآخر يدعى Clostridium . وقورن في التجربة نفسها تأثير العسل بتأثير محلول سكري مركز ، له نفس الخواص الفيزيائية للعسل ، فتبين أن المحلول السكري لم يستطع تثبيط أي من الجراثيم أو الفطور .
واستنتج الباحثون أن العسل يعتبر علاجا مثاليا في تضميد الجروح المتقيحة بعد العمليات الجراحية .
وكانت هناك دراسة أخرى ظهرت في المجلة الاسكندنافية للأمراض الهضمية ، أجرى فيه الباحثون دراسة على الفئران حول تأثير العسل في وقاية المعدة من حدوث التهاب فيها نتيجة التخريش المستمر للكحول . وكانت نتائج الدراسة إيجابية جدا ، واقترح الباحثون إجراء دراسات مماثلة على الإنسان .
كما قام الباحثون بإجراء دراسة أخرى حول تأثير العسل الطبيعي على جرثوم Helicobacter Pylori الذي يسبب التهابا في المعدة . فتبين أن إعطاء محلول من العسل بتركيز 20 % قد استطاع تثبيط ذاك الجرثوم في أطباق المختبر .
ومن نيوزيلاندة ، خرجت حديثا دراسة لمعرفة أفضل أنواع العسل النيوزيلاندي غير المبستر في تأثيره على الجراثيم . وكان أفضلها نوع يدعى Manuka Honey . ولا شك أن أفضل أنواع العسل هو العسل الطبيعي غير المصنع ، إلا أن العسل التجاري المنتج من دولة واحدة وخاصة عسل الأكاسيا يظل غذاء نافعا بإذن الله تعالى .
وهكذا تتوالى الدراسات العلمية من أماكن مختلفة من العالم تثبت بعضا من فوائد العسل التي اكتشفت حتى الآن .
ويقول البروفسور كروفت في كتابه Honey & Health " إن تناول العسل الصافي يمكن في أحسن الأحوال أن يقوم بعمل رائع جدا ، ولو افترضنا أنه لا يفيد ، فإنه قطعا لا يضر . وليس هناك من أنواع الطعام إلا النــزر القليل جدا من تنطبق عليه هذه الأوصاف .
من شاء التوسع في فوائد العسل فلينظر كتابنا " معجزة الاستشفاء بالعسل . حقائق وبراهين " وهو من إصدار مكتبة السوادي بجدة ودار القلم بدمشق .
الحقيقة في الحبة السوداء ( حبة البركة )
Nigella Sativa
الدكتور حسان شمسي باشا
لم يستحوذ على اهتمام الناس في السنين الأخيرة نبات طبي مثلما فعلت الحبة السوداء . وكان من الناس من اعتقد أن الحبة السوداء شفاء لكل داء ، ومنهم من أنكر فوائدها كلية ، وآخرون أيقنوا أن في الحبة السوداء شفاء لبعض الأمراض . صحيح أن رسول الله عليه السلام قال في حديث رواه البخاري : " في الحبة السوداء شفاء من كل داء " إلا أن هذا – كما قال ابن حجر وغيره من العلماء – من العام الذي يراد به الخاص . ومثال ذلك قوله تعالى عن ريح عاد : ( تدمر كل شيء بأمر ربها ) فهي تدمر البشر والمساكن ولا تدمر الجبال ولا الأنهار ولا الشمس أو القمر
وللأسف الشديد انتشرت بين الناس وصفات زيت الحبة السوداء فما تركت مرضا إلا وجدت له في الحبة السوداء شفاء !! واستغل الأمر بعض التجار ممن أخذ يبيع زجاجات زيت الحبة السوداء بأسعار باهظة ، ويجني الأرباح ، غير مبال بما قد يصيب المريض من ضرر .
والحقيقة أن هناك عددا من الدراسات العلمية التي نشرت حديثا ( خلال السنتين الماضيتين ) عن الحبة السوداء .